ما هو الذكاء الاصطناعي التأسيسي وكيف يعمل؟

بينما يبدو الذكاء الاصطناعي التأسيسي سحرًا، إلا أنه تقف وارءه الكثير من التقنيات المعقدة والدقيقة. لكن إذا حاولنا تفصيلها وتقسيمها إلى قطع صغيرة، يمكنك البدء في فهم الآليات التي يمكنها جعل "السحر" ممكنًا.

إن مفتاح فهم السبب الذي يجعل من الذكاء الاصطناعي التأسيسي أمرًا كبيرًا يكمن في اسمه. إنه ذكاء اصطناعي يمكنه إنشاء محتوى جديد لم يكن موجودًا من قبل.

لا يعمل الذكاء الاصطناعي التأسيسي على تحليل البيانات الحالية فحسب، بل إنه يصمم محتوى جديدًا. تخيل أنك تطلب من روبوت دردشة مدعوم من الذكاء الاصطناعي التأسيسي، مثل ChatGPT، اقتراح شعار لشركة القهوة الجديدة التي تؤسسها. في خلال ثوانٍ، يراجع روبوت الدردشة عقود من شعارات القهوة ويحضر لك (عذرًا على التورية) شعارًا جديدًا، "ابدأ يومك بنشاط، مع كل رشفة". وهذه ليست بداية سيئة للبحث عن شعارك.

فإن قوى الذكاء الاصطناعي التأسيسي تتجاوز مجرد التلاعب بالكلمات. فهو يستطيع تحليل الملايين من سطور البيانات وتصميم أجزاء جديدة من البداية. يستخدم الأطباء أيضًا الذكاء الاصطناعي التأسيسي بهدف تحسين علاج السرطان، حيث يساهم في تحديد أهداف الورم للإشعاع بدقة. يستخدم الفنانون تطبيقات الذكاء الاصطناعي التأسيسي مثل Adobe Firefly للتعبير عن أنفسهم وتصميم أعمال تجارية.

الذكاء الاصطناعي هو ما يعبر عنه الاسم بدقة؛ فهو عبارة عن آلات تحاكي ذكاء البشر لتنفيذ المهام. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك المساعدات الصوتية مثل Siri وAlexa، وروبوتات الدردشة لخدمة العملاء التي تظهر عندما تسأل Amazon عن طرد مفقود.

بينما لا يزال الذكاء الاصطناعي الذي ليس تأسيسيًا مفيدًا، يمثل الذكاء الاصطناعي التأسيسي نقطة تحول. لقد بدأنا فقط في تجربة الطريقة والمجالات التي سيساعدنا بها في تحقيق النتائج التي إما كانت تستغرق وقتًا أطول أو لم تكن ممكنة على الإطلاق.

في الماضي، لم يكن باستطاعة تطبيقات الكمبيوتر تنفيذ مهمة إلا إذا قدم لها البشر إرشادات واضحة حول كيفية تنفيذها. وتسمى هذه الإرشادات "الأوامر البرمجية". بالرغم من أن الأوامر البرمجية المعقدة يمكن أن تحقق نتائج مذهلة، إلا أن تطبيق الكمبيوتر التقليدي لا يمكنه تنفيذ عمل لم يضمنه البشر في برمجته.

أما أنظمة الذكاء الاصطناعي التأسيسي فهي أكثر مرونة، وذلك لأنها تعتمد على التعلم الآلي، الذي لا يتطلب تعليمات برمجية واضحة. فبدلاً من ذلك، يمنح البشر أجهزة الكمبيوتر إمكانية الوصول إلى قدر هائل من البيانات. تدرب الأجهزة نفسها على التعرف على الأنماط الواردة في تلك البيانات، والأكثر أهمية، الاستنتاج مما تعلمته. (وهنا يتبدى جزء التعلم من "التعلم الآلي"). حجم مجموعة البيانات وجودتها مهم. وترتبط جودة الذكاء الاصطناعي بجودة البيانات التي يتم تدريبه باستخدامها.

إن الإجابة على السؤال "كيف يعمل الذكاء الاصطناعي التأسيسي؟" معقدة، وفهمه بشكل متعمق يتطلب جهدًا. وعلى الرغم من ذلك، فإن جمال الذكاء الاصطناعي التأسيسي يكمن في عدم حاجتك لفهم كل شيء يتعلق به للاستفادة منه. فكل ما عليك هو البحث عن تطبيق، مثل Firefly، وكتابة ما تريد مشاهدته؛ مثل "ثلاثة كلاب من نوع لابرادودل تجري على العشب"؛ وبهذا، أنت الآن أحد مستخدمي الذكاء الاصطناعي التأسيسي. ليست هناك حاجة إلى شهادة في البرمجة.

قدم لنا الذكاء الاصطناعي المساعدين الافتراضيين. أما الذكاء الاصطناعي التأسيسي فقد وفر لنا الخبراء الافتراضيين (مع بعض القيود التي سنتناولها لاحقًا).

يمكن أن يضيف الذكاء الاصطناعي التأسيسي القيمة، وذلك من خلال تحسين كيفية تعامل المؤسسات مع المعرفة الداخلية. يتسم الذكاء الاصطناعي التأسيسي بالقدرة على السماح لواضعي استراتيجيات إحدى سلاسل الملابس، على سبيل المثال، البحث بسجلات مخزون شركتهم عبر طرح أسئلة مثل "هل مبيعاتنا خلال الصيف الماضي من الشورتات أكثر أم من السراويل؟" مثل هذه الرؤى يمكنها المساهمة في الإسراع من وتيرة اتخاذ القرار ووضع الاستراتيجية.

يستخدم الأفراد بالفعل الذكاء الاصطناعي التأسيسي للإجابة على أسئلة عامة وإجراء الأبحاث. (لاحظ أن الإجابات والأبحاث تتطلب تحقق البشر من الحقائق؛ وسنتناول المزيد من هذه العيوب وغيرها في القسم "قيود الذكاء الاصطناعي التأسيسي وتحدياته" أدناه).

يعتبر تصميم الأعمال الفنية بالذكاء الاصطناعي التأسيسي من الأمور الشائعة بين الأفراد أيضًا. حيث يمكنك بسرعة اختبار المفاهيم وتصميم لوحات المزاج وتخيل مشاهد استثنائية مستعينًا باللغة اليومية. إلا أنه قد تكون هناك مشكلة هنا أيضًا، وذلك لأن العديد من أدوات إنشاء الأعمال الفنية بالذكاء الاصطناعي يتم تدريبها باستخدام صور خاضعة لحقوق النسخ.

وعلى الرغم من هذا، قد تكون هناك تخوفات حيال حقوق النسخ. وللمساعدة في التعامل مع هذه التخوفات، فلقد استعانت Adobe في تدريب Firefly بصور مرخصة في Adobe Stock، إلى جانب المحتوى المرخص المتاح للاستخدام، ومحتوى المجال العام الذي انقضت الفترة المقيدة لحقوق نسخه. نظرًا لأنه تم تصميم Firefly لاستخدامه تجاريًا، يمكنه فتح الأبواب أمام العديد من المجالات الأخرى، مثل الأعمال الفنية التجارية والتصميم والألعاب والبيئات الافتراضية وغير ذلك المزيد.

يتسم الذكاء الاصطناعي التأسيسي بالقوة. ولديك القوة أيضًا. كفرد، فإن تثقيف نفسك يعتبر أولوية قصوى. تحقق من سياسات الخصوصية قبل استخدام أداة الذكاء الاصطناعي التأسيسي. إذا كانت السياسة لا تعجبك، فتجنب هذه الأداة. فكر مرتين قبل تحميل معلوماتك الشخصية إلى أي أداة ذكاء اصطناعي تأسيسي بمجرد تجاوز مرحلة التسجيل. إذا كنت ترغب في الاحتفاظ بأمر ما سريًا، فتجنب إدراجه ضمن الأداة. إذا كنت تنوي استخدام النتائج تجاريًا، فتأكد من أن الأداة تم إعدادها لتجنب انتهاك حقوق النسخ. يجب على الشركات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي التأسيسي مراجعة النتائج دائمًا للتحقق من الدقة والتحيز وانتهاك حقوق النسخ.

بالإضافة إلى اتباع لوائح التطوير، فإنها أفضل طريقة لحماية الشركة من مخاطر السمعة والمخاطر القانونية. يجب على الأفراد استياق الأفكار والاستراتيجية. وتذكر، الذكاء الاصطناعي ليس سوى مساعدك. أنت المتحكم الأول والأخير.

يساهم الذكاء الاصطناعي التأسيسي بالفعل في تغيير حياتنا. كخبير افتراضي، قد يساهم الذكاء الاصطناعي التأسيسي في تحسين الفعالية والإنتاجية في العديد من الصناعات. كشريك في العصف الذهني، يمكن أن يعزز الذكاء الاصطناعي التأسيسي من إبداعنا.

تتطور التقنية بسرعة كبيرة بحيث يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي التأسيسي غدًا مختلفًا جدًا عما هو عليه الآن. إذا استكشفنا الأدوات بفضول وحذر، يمكننا الاستمتاع بما تقدمه من فوائد؛ وتجنب أي عقبات.